شارك مركز البحوث التربوية والنفسية بجامعة بغداد مشاركة فاعلة في المؤتمر الدولي الموسوم ( العمليات الانتحارية في العراق : منظور نفسي واجتماعي ) الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم الخميس العاشر من نيسان 2014 في فندق الرشيد ببغداد.  وضمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي ترأسها الدكتور فاضل شاكر حسن الساعدي، الدكتور اركان سعيد خطاب مدير المركز رئيسا للجنة التوصيات والبيانات الختامية وعضوية الاستاذ الدكتور طه جزاع، فضلا عن مشاركة الاستاذ المساعد الدكتورة سهام مطشر الكعبي مسؤولة قسم البحوث النفسية في المركز ببحثها الموسوم ( سيكولوجية التفجيرات الانتحارية : منظور المتلازمة مقابل منظور اللاتفرد ).

   وشهد المؤتمر الذي اقيم بإشراف ورعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ علي الأديب مشاركة عربية وعالمية واسعة وحضور عدد كبير من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وشخصيات علمية واكاديمية مرموقة، كما حضر حفل الافتتاح الذي تضمن فعاليات فنية لطلبة العراق، معالي السيد وزير التعليم العالي الافغاني.
   وشدد البيان الختامي للمؤتمر الذي ألقاه الاستاذ المساعد الدكتور اركان سعيد خطاب في ختام الجلسات العلمية على ان المؤتمرين الذين اجتمعوا في بغداد عاصمة الفكر والعلم والأدب والجمال والأمن والسلام على مدى التاريخ، ليحدوهم الأمل في مساهمة الجامعات والمؤسسات الاكاديمية في هذه المهمة التاريخية المتمثلة في تشخيص جذور الارهاب النفسية والاجتماعية تمهيدا لمعالجة هذه الافة والقضاء عليها وتخليص العالم من شرورها، وان مبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق لعقد هذا المؤتمر ينبغي ان تكون اشارة الانطلاق للبدء بتلك المهمة النبيلة، من اجل ان تؤدي الجامعات والمؤسسات الاكاديمية دورها التنويري والاجتماعي لمحاربة الارهاب ومكافحة العمليات الانتحارية بكل الوسائل وصولا الى تحقيق المجتمع الامن الذي ينبذ كل اشكال التطرف والعنف والجريمة والإرهاب. 

   كما تضمنت توصيات المؤتمر انشاء مركز بحثي خاص بالعوامل والدوافع النفسية والاجتماعية المؤدية الى القيام بالعمليات الانتحارية،وضرورة الاستفادة من خبراء علم النفس والمتخصصين من الأمن الوطني في إجراء الدراسات النفسية على تحليل الشخصيات الانتحارية، وتأسيس مراكز علاجية صحية لحالات الاضطرابات النفسية. وحث اللجان المشكلة في وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية على متابعة المناهج التربوية والتعليمية وتشخيص المواد التي من شأنها ان تحدث الفرقة والتناحر والتطرف الفكري، وتضمين هذه المناهج المبادئ والمفاهيم التي تدعو الى ثقافة التسامح ونبذ العنف والإرهاب. والتنسيق مع وزارات التربية والتعليم العالي في البلدان العربية والإسلامية لحثها على اتخاذ خطوات مماثلة. والقضاء على الامية والفقر ومعالجة البطالة بين صفوف الشباب، لما ينتج عنها من استعداد للقيام بالأعمال الارهابية والانتحارية الاجرامية تحت وطأة الجهل والحاجة المادية الملحة. وضرورة استثمار الدور الذي يمكن ان تؤديه وسائل الاعلام والفضائيات في التوعية ضد الاعلام المضاد، واغناء البرامج والتقارير بالصور المشرقة والايجابية في المجتمع والانتباه الى ما يمكن ان تؤديه المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) من دور سلبي ومحفز على القيام بالعمليات الانتحارية أو التنسيق والتآمر والتخطيط لأنشطة ارهابية. والتأكيد على دور مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان في نشر التوعية المجتمعية من خلال اقامة ورش العمل والندوات والدورات والأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة لتعميق ثقافة السلام والتسامح في نفوس الشباب. وتفعيل دور الارشاد التربوي في تدريب الطلبة على استخدام اساليب التفكير السليمة وتنمية ركائز الأمن الفكري في أذهانهم، وإشراكهم بأنشطة اجتماعية وترفيهية بهدف استثمار طاقاتهم وأوقات فراغهم وتأهيلهم لأداء دورهم الايجابي والفاعل في المجتمع عند مواجهة الازمات. ودعوة وزارة الصحة لمتابعة حركة الادوية المهدئة والمخدرة والمؤثرات العقلية ومراقبة صرفها لمنع تداولها بين صفوف الشباب مما يترك اثرا سلبيا مدمرا على وعيهم ويسهل عملية استغلالهم في العمليات الاجرامية والارهابية.

 

 

Comments are disabled.