تأسيس المركز ( نبذة تاريخية )
بعد دراسات علمية معمقة لمقترح استحداث مركز يهتم بالبحوث التربوية والنفسية ابتدأت منذ عام 1964 واستجابة لمتطلبات العصر، وحاجات المجتمع وقضاياه ومشكلاته ، وإيمانا بدور التعليم العالي والبحث العلمي في دراسة وبحث هذه القضايا والمشكلات وفق المناهج والطرائق العلمية النظرية والتطبيقية الحديثة واقتراح التوصيات المناسبة لمعالجتها تجسيدا لدور الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية في الانفتاح على المجتمع وخدمته ، جاء تأسيس مركز البحوث التربوية والنفسية بعد صدور الأمر الجامعي المرقم 33342 بتاريــــــــــــــــــخ 15 10 1966 وبعد نضوج التصورات لتأسيسه من قبل نخبة من الأساتذة المتخصصين في التربية وعلم النفس من العراق ومصر وبالاشتراك والاستئناس بآراء عدد من لجان وخبراء منظمة التربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة ودعمها المباشر وبمساهمة من صندوق الأمم المتحدة للتنمية . وأصبح المركز حقيقة واقعة بصدور موافقة جامعة بغداد في 29 حزيران 1967 استجابة لتقرير تلك اللجان ودعوتها لضرورة إنشاء مركز للبحوث التربوية والنفسية ، حيث ارتبط المركز من الناحية الإدارية في بداية تأسيسه بعمادة الدراسات العليا والبحث العلمي ، ثم ارتبط لاحقا بعمادة كلية التربية ، ومن الجدير بالذكر إن العراق قد تقدم عام 1968 بطلب إلى مشروع التنمية التابع لهيئة الأمم المتحدة ( الصندوق الخاص ) للمساعدة في تحديد ودراسة المشكلات المهمة التي تواجه النظام التربوي على أن يقوم مركز البحوث التربوية والنفسية بهذه الدراسة وفي كانون الثاني 1970 وافق مجلس إدارة مشروع التنمية على القيام بمشروع لهذا الغرض يستغرق عامين ونصف العام ، لتبدأ منظمة اليونسكو بعدها بتقديم المساعدات اللازمة لتشغيل المركز طبقا لخطة العمل التي وقعت في كانون الأول 1970، ومن هذه المساعدات توفير خبراء دوليين ، وتوفير عدد من الزمالات الدراسية ، حيث حصل ثلاثة من مساعدي الباحثين في المركز على زمالات للحصول على شهادة الدكتوراه وهم نزار العاني ومجال تخصصه القياس والتقويم في الولايات المتحدة الأميركية ، ونجم الدين علي مردان ومجال تخصصه المناهج في بريطانيا وسعدي لفتة موسى ومجال تخصصه التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية ، ومن الأساتذة الأجانب الذين عملوا في مشروع اليونسكو الخاص بالمركز كل من الدكتور هيرمانو جوزيف اكسنير فرناندس ( هندي الجنسية ) رئيس خبراء اليونسكو في المركز دكتوراه في القياس النفسي ، جامعة ميشيغان الأميركية والسيد ردوسلاف سفتكوفيج ( يوغسلافي الجنسية ) خبير في اقتصاديات التعليم ومناهج البحث في المركز ماجستير في الاقتصاد ، جامعة بلغراد ، والدكتور إبراهيم خليل شهاب ( مصري الجنسية ) خبير اليونسكو في التقويم وتخطيط المناهج في المركز ، أستاذ ورئيس قسم المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس دكتوراه من جامعة كولومبيا الأميركية ، وبلغ مجموع مساهمة مشروع التنمية التابع لهيئة الأمم المتحدة ( 278 ، 391 ) دولارا . وفي عام 1978 صدرت التعليمات الخاصة بمراكز البحوث في جامعة بغداد ليرتبط المركز بعدها علميا وإداريا وماليا برئاسة الجامعة ، أسوة بالمراكز الأخرى التابعة لهذه الجامعة العريقة التي تعد الأم لكل الجامعات العراقية ، والتي تحتل مكانة علمية مرموقة ، وتمتلك سمعة كبيرة ومشرفة بين الجامعات العربية العريقة وجامعات دول المنطقة ، والجامعات العالمية الرصينة . وفي عام 2004 صدر أمر وزاري يقضي بدمج مركز البحوث التربوية والنفسية بمركز البحوث النفسية ( الباراسايكولوجي ) الذي تأسس عام 1986 في تشكيل جديد يضم كلا المركزين تحت مسمى ( مركز الدراسات التربوية والأبحاث النفسية ) وبدأت الإجراءات العملية للدمج منتصف عام 2006 ليشارك منتسبو المركز في جميع الأنشطة العلمية من مؤتمرات وندوات ودورات وورش عمل وحلقات نقاشية ومحاضرات فضلا عن قيامهم بأداء التزاماتهم البحثية ضمن الخطط العلمية السنوية للمركز الجديد إلى حين فك ارتباط المركزين استنادا إلى كتاب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدائرة القانونية والإدارية ذو العدد ق 3 1525 بتاريخ 22 5 2012 الذي قضى بفك ارتباط مركز البحوث التربوية والنفسية من مركز البحوث النفسية ( الباراسايكولوجي ) وارتباطه بجامعة بغداد ، فيما ارتبط مركز البحوث النفسية بجهاز الإشراف والتقويم العلمي في مركز وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، ودخل هذا الأمر حيز التنفيذ بصدور الأمر الجامعي ذو العدد 19748 في 6 6 2012 ليعود مركز البحوث التربوية والنفسية إلى ممارسة أنشطته ومهامه من جديد ، بصفته واحدا من أعرق المراكز العلمية والبحثية في جامعة بغداد .