م.د بيداء عبد الصاحب الطائي
ضمن منهاج التعليم المستمر في مركز البحوث التربوية والنفسية ، وإلقاء المحاضرات الأسبوعية من قبل تدريسيي المركز ، كان من دواعي سروري أن ألقي محاضرتي العلمية التي تبحث في الشأن العراقي ، وطبيعة المجتمع ، ودراسة ظاهرة التنازع والتعاون بين أفراده ومجاميعه .. وبينت فيها أن التنازع أقرب إلى النفس البشرية وألصق بها ، أكثر من صفة التعاون ؛ والأدلة على ذلك واضحة ولعلّ أبرزها قصة قابيل وهابيل .. كما أن هاتين اللفظيتن ذُكرتا في القرآن الكريم بأسلوبين مختلفين ؛ فالله سبحانه وتعالى يذكر التعاون بصيغة الأمر دائما ، بينما يذكر التنازع بصيغة النهي . إن علماء الاجتماع ، وعلي الوردي على وجه الخصوص، تعرضوا إلى هذه المفاهيم في بحوثهم ودراساتهم ، وكلها تؤكد أن التنازع والتعاون صفتان متلازمتان في الطبيعة البشرية ، ولا يمكن لأحدهما أن تظهر دون الأخرى .. إن أهم ما توصلت إليه في دراسة هذا الموضوع ، هو : أنه قد يخطئ من يظن أن للتنازع سلبيات وحسب ، بل أن له من الايجابيات ما يستدعي الوقوف عندها ، فعلى الرغم من سلبياته التي تنحصر في إشاعة البغضاء والحقد وتشتيت الجهود وتضييع الوقت ، إلاّ أنه يمكن النظر إليه من الناحية الإيجابية على أنه فرصة جيدة لكشف مواطن الضعف ومن ثم دراستها وإيجاد الحلول لها . أما التعاون فهو بلا شك له من الايجابيات التي تؤدي إلى تماسك المجتمع ، وتفعّل دور العمل التطوعي فيه ، فضلاً عن دوره في تقليل الكره والحقد في وقضائه على الأنانية وحب الذات. الثلاثاء 9/5/2017