طرائق البحث واستخدام المقاييس الاحصائية

في العلوم النفسية

 



   من خلال عملنا في ميدان البحث العلمي وإطلاعنا على الكثير من البحوث النظرية والميدانية المنجزة . وجدنا ان الباحثين يعتمدون على خطوات ثابتة مدونة في الكتب والمصادر التي تناولت طرائق او مناهج البحث ويطبقونها كما هي دون الاخذ بنظر الاعتبار ملائمة منهج لبحث ما دون منهج آخر ، كما وجدنا ان اغلب الباحثين لا يعون عيوب إستخدام منهج او اسلوب غير ملائم لبحوثهم وافضلية منهج آخر لدراسة مشكلاتهم عوضاً عن المشكلات الناتجة عن عدم معرفتهم بالاساليب الاحصائية الملائمة ، إذ نجد ان اغلب البحوث التي تناولت الدراسات الارتباطية او دراسات العلاقات ( ان لم تكن جميعها ) لا تفرق بين إستخدام معامل إرتباط بيرسون وبين معامل إرتباط سبيرمان وايهما اصلح إعتماداً على نوع المقياس سواء كان مقياساً مستمراً او متقطعاً ، وهذا جانب آخر في النية تناوله في كتاب لاحق عن الاشكاليات الاحصائية الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للوسائل الاحصائية .

   كما وجدنا في بعض المصادر الخاصة بمنهاج البحث في علم النفس ، ان هناك إطالة غير مسوغة تتعلق بمواصفات البحث الجيد وإسهاب في تصنيف وتبويب مناهج البحث ، حتى وصل الامر لدى بعض الباحثين الى الكتابة عن المنهج التاريخي بتفصيل اكثر من المنهج التجريبي .

   ولاجل كل ذلك سنحاول في هذا الكتاب وبصورة مبسطة ( قدر الامكان ) طرح ادوات القياس المستخدمة في البحوث النفسية مع ذكر عيوب كل منها ومزاياها ليطلع الباحثون عليها ، ومن ثمة فهي محاولة لمد يد العون لهم لاستخدام ما يناسبهم والابتعاد عما يؤثر في نتائج بحوثهم وصدقها.

   آملين ان نوفق في هذا الهدف ، وان نسهم إسهاماً متواضعاً في تنوير الباحثين وتوجيههم لاختيار المنهج الانسب والاداة الافضل وصولاً الى نتائج دقيقة موثوق بها تمكن متخذي القرار من الافادة منها فيما يتخذونه من اجراءات وقرارات وفقاً لنتائج هذه البحوث كما هو معمول به في دول العالم المتقدمة .









                                                                                        ومن الله التوفيق ….

Comments are disabled.