بعد عقودٍ من الانخفاض المطّرد، بدأ عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع – مقاساً بانتشار نقص التغذية – في الازدياد ببطءٍ مرةً أخرى في عام ٢٠١٥. واليوم، هناك أكثر من ٨٢٠ مليون شخص يعتادون الذهاب إلى الفراش جائعين، منهم حوالي ١٣٥ مليون يعانون من الجوع الحاد بسبب صراعاتٍ من صنع الإنسان، وبسبب تغير المناخ والكساد الاقتصادي إلى حدٍ كبير.
ويمكن لجائحة كوفيد-١٩ الآن مضاعفة هذا الرقم، مما يعرّض ١٣٠ مليون شخص إضافي لخطر المعاناة من الجوع الحاد بحلول نهاية عام ٢٠٢٠، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي.
ومع وجود أكثر من ربع مليار شخص يحتمل أن يكونوا على حافة الوقوع في مجاعة، يتعين اتخاذ إجراءات سريعة لتوفير الغذاء والإغاثة الإنسانية للمناطق الأكثر عرضةً للخطر.
وفي الوقت ذاته، هناك حاجة لتغيير عميق لنظام الغذاء والزراعة العالمي إذا أردنا توفير الغذاء لأكثر من ٨٢٠ مليون شخص يعانون من الجوع علاوةً على ٢ مليار شخص إضافيين سيزداد سكان العالم بهم بحلول عام ٠٥٠٢. إن زيادة الإنتاجية الزراعية والإنتاج الغذائي المستدام أمران حاسمان للمساعدة في التخفيف من مخاطر الجوع.
يوفر برنامج المساعدة الغذائية التابع لبرنامج الغذاء العالمي شريان حياةٍ حاسمٍ لـ ٨٧ مليون شخص معرضين للخطر حول العالم. ويحدد تحليلهم للآثار الاقتصادية والآثار المترتبة على الجائحة التأثير المحتمل لكوفيد-١٩ على أفقر الناس في العالم.
في ضوء آثار الجائحة على قطاع الأغذية والزراعة، تبرز الحاجة إلى اتخاذ تدابير فورية لضمان بقاء سلاسل الإمدادات الغذائية فعالةً من أجل التخفيف من خطر الصدمات الكبيرة التي لها تأثيرٌ كبير على الجميع، وخاصةً على الفقراء والأكثر ضعفاً.
وللتعامل مع هذه المخاطر، فإن منظمة الأغذية والزراعة تحث الدول على ما يلي:
* تلبية الاحتياجات الغذائية الفورية للسكان الضعفاء،
* تعزيز برامج الحماية الاجتماعية،
* المحافظة على استمرارية تجارة الغذاء عالمياً،
* المحافظة على سلاسة عمل سلسلة التوريد المحلية، و
* دعم قدرة صغار المزارعين على زيادة إنتاج الغذاء.
تحدد خطة الاستجابة الإنسانية العالمية التي وضعتها الأمم المتحدة خطوات لمكافحة الفيروس في أشد دول العالم فقراً وتلبية احتياجات أكثر الناس ضعفاً، بمن فيهم أولئك الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي.
No comment